المولد و ليلة القدر في القيروان


تعتبر القيروان أكثر مكان تنشط  فيه المناسبات الدينية في البلاد التونسية و هي قُطب اسلامي يتميّز بعادات و تقاليد مهمّة تبرز خصوصا في  مناسبات دينية مثل :
عيد المولد النبوي :
يعتبر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من التقاليد المهمّة في مدينة القيروان لعلّ أهمّيتها تعود لإشعاع المدينة ذات البعد الاسلامي وذلك يعود بدوره إلى عراقة جامعها المعروف بجامع عقبة ابن نافع إضافة إلى زاوية سيدي الصحبي ، هي معالم اسلاميّة جعلت من عادة الاحتفال بليلة المولد النبوي استلهاما من النفس الاسلامي لهذه الأماكن بالمدينة فظلّت مقدّسة تستقطب الزوّار من كافة المناطق التونسية ، تمتلأ الساحات القريبة من جامع عقبة بمظاهر الاحتفال للصبية و الكبار وذلك بارتداء بعضهم للباس التقليدي من جبّة و قميص و بتوفر باعة الهدايا و التحف الثمينة و قوارير العطر مختلفة الأحجام و أيضا بعرض كميّات كبيرة من حلويات " المقروض " ذات الصنع المحلّي .. دون أن يغيب عن المسامع ترديد الذكر و الانشاد الخاص بالمولد النبوي .
ليلة القدر :
قبل انقضاء شهر رمضان و في ليلة السابع و العشرين تقام الاحتفالات بليلة القدر وفيها تتعالى الأصوات في القيروان بالابتهال و التضرّع إضافة إلى العادات التجارية ، في هذه الليلة يكثر الاقبال على الجوامع بالمدينة للقيام بالنوافل و التهجّد و ذلك حرصا على أجر ليلة القدر و اقتداء بالنبي الكريم ( صلى الله عليه و سلم ) القائل " التمسوه في الوتر من العشر الأواخر " و كان المقرئ المرحوم علي البرّاق يتصدّر المجلس و يؤدّي روائع الذكر و القصائد بصوته  ، وفي هذه الليلة تنشط الأسواق التجارية حيث يبتاع الناس الزبيب و الألبان و الحلوى بمختلف أصنافها و تكثر طلبات العرائس من النسّاجين .. و يُطبخ في هذه الليلة بالقيروان الكسكسي و الملوخية و تُفتح البيوت للزيارات و يبقى أهم العادات بالمدينة القيروان خلال هذه الليلة اعمار المساجد و التزاور.
الاشعاع التاريخي :
عُرفت القيروان بأماكن تاريخية وجدت على أرضها كانت لها علاقة وطيدة بعهود مهمة من تاريخ تونس و خصوصا العهد الأغلبي و نذكر من هذه الأماكن فُسقيّة الأغالبة و قصر رقّادة الذي بناه الأمير الأغلبي ابراهيم الثاني ولا تزال هذه الأماكن مُصنّفة كمعالم تاريخية مهمّة تصل الحاضر بالماضي