المساجد “التحت أرضية” بجزيرة جربة


تعتبر المساجد “التحت أرضية” في جزيرة جربة ظاهرة هندسية فريدة من نوعها في تونس حيث تم حسب علماء الآثار الإسلامية، بناء أول مسجد تحت الأرض في القرن الثاني عشر ميلاديا.
سكان الجزيرة القدماء استغلوا الظروف الجيولوجية (نظرا إلى القرب من الساحل) لبناء هذه المساجد التي وجدت إلى جانبها معاصر وبيوت ومخازن تحت الأرض، 
هذه المساجد التي بني معظمها قرب شاطئ البحر المتوسط، في جزيرة جربة، استخدمت كحصون دفاعية للاحتماء من خطر الغزاة الذين كانت تغويهم الجزيرة بجمالها الطبيعي وموقعها الفريد، إلى جانب دورها الثقافي الديني كبقية المساجد إذ تتيح للمسلمين أداء صلواتهم وعباداتهم فيها.
وحسب المؤرخين، فإنه في القرن الـعاشر هجري (ما بين السنوات 1494 إلى 1590 للميلاد)، ازدادت المخاطر التي تحف بسلامة الجزيرة وسكانها من قبل القراصنة والحملات العسكرية الأسبانية الرامية إلى التوسع، حيث تواصلت إلى القرن السادس عشر ميلاديا، فشكلت تلك المساجد بوابة دفاعية، حيث كان يتم من خلالها إبلاغ الأهالي بالخطر القادم إلى جزيرة جربة ليأخذوا حذرهم فتضيء منارات الحصون والجوامع لبعضها متبادلة إشعارات الإنذار والتحذير من الخطر القادم.