الرقص الاستعراضي بِالجَلوالي


ارتداء الجلوالي للراقصين الشعبيين من الرجال كان و لا يزال ميزة تربط الماضي بالحاضر ، الأصالة بالتحضّر .. هذا الجلوالي في النصف الأسفل للراقص يُضفي رونقا على ساقيْه و يمكن تغيير أشكاله بسحب أحد أطرافه باليد و توجيهه إلى الأمام أو إلى الخلف و يرفع الراقص ساقه مع كل حركة للجلوالي حتى تبدو متناسقة متناغمة مع إيقاع الطبلة ، هذا النوع موجود بجميع فرق الفنون الشعبية بالجنوب و منطلقه إحياء الأعراس القديمة عندما نقول فلكلور تتبادر إل الذهن صورة الطبل و المزمار و الحُلي أو الزي الذي ترتديه فرق الفنون الشعبية فإضافة إلى الفرملة الحمراء أو الخضراء أو الزرقاء و إضافة إلى الكبّوس الأحمر نجد الجلوالي المشدود على مستوى الخِصر بـ " شَمْلة "  أو حِزام مُلوّن وظلّ لباس الجلوالي منذ العصور الماضية  يحمل رمزا دلاليا لتأكيد الجانب الاحتفالي الجالب للأنظار ، خصوصا أنظار الصبية الذين يتحلّقون حول عناصر فرقة الفنون الشعبية فتبدو جالبة لاهتمامهم حتى قبل انطلاق العرض حيث يتابعون تفاصيل اتّفاقاتهم و تعديلات آلاتهم .ثم يتصدّر العازفون أماكنهم قبالة الجمهور أو المدعوين يتوسّطهم " الزكّار " ثم ينطلق الراقص بالجلوالي في القفز و الرقص على أنغام الطبلة بشكل دائري يربط بين أنظار النسوة و الرجال  و مع تمايله يتمايل الجلوالي مُحدثًا تعرّجات ذات اليمين و ذات الشمال هذا المشهد التقليدي تحوّل بدوره من تأثيث فقرات العرس التقليدي في معظم جهات البلاد التونسية إلى فرجة في مختلف التظاهرات الثقافية و احتفالات بشهر التراث و إلى اعتباره فقرة قارة في جميع المهرجانات التي تعنى بالعادات و التقاليد و التي تعنى بالفروسية .