بالنسبة للشمال الغربي التونسي يشترك في العديد من المآكل فهناك المآكل المالحة و هناك المآكل و هناك المآكل الحلوة و هناك ماهو بين بين ، من المآكل الحلوة هناك البناضج و الكيسالس و المتسبنات و العِجّة الحُلوة و رْكايب عْزوزة و المحكوكة و اللّكلوكة ، أمّا المآكل المالحة فمنها المقرونة بالإبَر و الملوخية وبالنسبة للمآكل بين بين فمنها لحلالم و النْواصر و القَط خْميرة والرِّشتة الجْويْدة من الأكلات الشعبية التي اشتهر بها الشمال الغربي و خصوصا الباجية و الكافية هي أُكلة " البُرزْقان " البربرية وهي كسكسي يُضاف إليه السكر و الزبدة و بعض الفواكه و المُكسّرات إضافة إلى الحليب مع إمكانية وضع اللّحم بعد طهيه في كسكاس و إضافة التوابل بأنواعها لتمنحه النُّكهة المُميّزة و التي جعلت منه مُنتجا ذا منحى تراثي و أُكلة يرغبها الزّائرون لهذه الجهة ويعتبر البركوكش أُكلة راسخة في موروث العائلات التونسية و من أهم الأُكلات الشعبية لعديد الجهات التونسية .. يتكون من كسكسي خشين و يُضاف إليه كأيِّ طبيخ ، الزيت و الملح والخضر المقطّعة يوضع فيه ما تيسّر من حمص و عدس و فول ، يُخلط فيه معجون الطماطم و الهريسة و توابل الكروية و فلفل الزينة و الكركم و الفلفل الأسود و يمكن أن يكون بالقدّيد ، الدجاج ، الحوت أو القرنيط.
ففي العهد الروماني و الفينيقي كانت الأراضي التونسية تنتج العنب الذي كان يستخرج منه الخمر والرمان والسفرجل واللوز والفستق و فواكه كثيرة كالتمر والكرم وغيرها. ذلك أنّ كثافة المادة السكّرية في التمر وفي التين وفي الكروم في شكل شريحة أو زبيب جعلتها في متناول البسطاء من الأهالي أمّا اللحوم فكانت تأتي من الخرفان و الماعز ومن الأبقار والدواجن والقنص. وقد ذكر هوميروس تجارة الفينيقيين مع بلاد الكوبيّين و وصفها بالأرض الثرية بأغنامها و حليبها وجبنها. كما أنّ الغابات كانت توفّر الكثير من حيوانات القنص كالغزال والظبي والخنزير الوحشي من خصائص الحضارة القرطاجية التطور الهائل لفلاحتها و كما ذكر الكاتب ماغون في كتاب الفلاحة. أنّ سكّان افريقية يعلمون خضوع اقتصادهم إلى التجارة المتوسّطيّة لذا فهم يخشون هذا الاضطراب في التزوّد بالغذاء لذا فقد ظلّت الحبوب هي الغذاء الأساسي للمستعمرات البونية آنذاك .