بُوسعدية


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 


ياصْغارنا وكبارنا السْماحْ .. ياللّي بوجودكم الراوي يرتاح .. على تراثي التونسي ايخرِّفلكم حْكاياتنا .. ويسمّعكم حْديثْ اجادنا وْجِدّاياتْنا ..  تبعو معانا حكاية البُوسعدية  اللّي يُرقص ع السطمبالي  ويديه ديمة اتْشالي .. نهار م النهارات خطفوله بنته سعديّة .. تجّار بلديّة .. ايبيعو في الصْبايا و الذريّة .. خطفوها وْ هوّ في غفلة .. حوّم مالْقالها أثَرْ .. حوّم وسأل جْميع الذِرْ .. اللّي شافوها مخطوفة وْ فَمْها امكمّمْ .. تبكي ابساقيها تِتكلّمْ .. بوسعديّة هْبِلْ .. وْ مِ الغُشْ زادْ اشعِلْ .. فكّرْ كيفاش ايتبّعها .. وْ كيفاش يوصل للّي خطفوها ويرجّعها..  وْقف صامتْ .. باتْ الحِسْ وعيونه شِردَتْ وْ هامِتْ .. وْ في لحظة قرّر يتنكّر ويجوب شْوارع لِبلاد وِزْناقيها .. طامع باش ايلاقيها .. صنع لْباس  من جلد الماعز و الخروف .. شيْ منتوفْ وْ شيَ خلّى فيه الصُّوفْ  .. وْ زَيْنه بَصْدَافْ ، وْ زادهم  قِناع للراس امْلوّنْ .. وِنقُب  للعينينْ .. ونُقبة للخْشم وخْرين للوُذنينْ .. لْبِسْ لِبسْتو الجْديدة .. وتوعّد لا شَيْ ايردّو لايْكيدو.

 خْرج بُوسعدية مِتنكِّرْ وفي بِنتَو المخطوفةْ يْفكِّرْ ، هامْ في الصحرَا ، مِنْ قِبلة وْ مِنْ ظَهْرَة .. حتى اسْمِعْ صوت طْبابل ..وْ شافْ بَرْشَا جْلاولْ .. حَبْ يُقرُب ياسامع وْفي لقيان بِنتو طامع .. دارو بيه الصغيْراتْ وِخْرَجْ لاعب النّار بلسانات لْهيبْها  يرسم  في الهْوا .. لخطر وْراهْ وْهو لا خاف لاجْرى .. اللّي شافَو بْهِتْ وْمِ الدَّهْشَة سْكتْ .. لْسانات النّار تنقُصْ وِتْزيدْ  وْهو يِتحكّم بالفم وْ باللِّيدْ ..
 بوسعديّة مَازالْ بالأملْ مَدْفُوعْ .. وْ في وذنيه صوتْ بنتو سعديّة مَسْمُوعْ .. وْ مَازالْ بِالصغيْراتْ مَتْبُوعْ .. مَازالْ كل حَضْبَة  يُقصدها ، صْغارها يُشغلها .. في بْلادْ من صَبْحَتْها إلْليلْها  إتلَمِّتْ اعبادْها وْ فرسانها وْخيلها .. صوتْ صْهيلها صَدّاعْ .. وْ طَبّالْها بَدَّاعْ .. خيل سْروجْها امْزَيْنة وسط السّاحَة ..  بْراكبينها تِجري دَوّاحَة .. مَركوبْ لِلْمْداوْري وصْغارا .. يِتْفنِنُو في رْكوبْ الفرَسْ بِمْهَارَة .. واحد يِنْزِلْ  وْلاخَرْ يَطلَعْ فوق ظْهَرْها.. فرَسْ فارْحَة ابْمَظْهَرْهَا.. وْمازالتْ العينْ فينا اتْشُوفْ ، وِالقلْبْ حْنينْ وْمَلْهُوفْ حتى اتمكّن مِنّو التْعبْ وْ ماعرفش وين ايشِبْ .