العرس التقليدي بقابس


سهرة الليلة الأولى

تُخصص هذه السهرة لأصوات النساء تقدم أغانيها في شكل ثنائي وفي بعض الأحيان يقوم بادائها رباعي،يغني الثنائي الأول مقطعا فيجيبه الثنائي الآخر على نفس الإيقاع،ومن الأبيات المتداولة:

أول بدينا نبدوا بالبادي....ثاني بدينَا ع الرّسول الهادي
يا ناس صلوا ع النبي محمد...ڨـد ما طار الجراد وعنّدْ
يا ناس صلوا ع النبي يهديكم...صلاة النبي يا ناس تشفع فيكم
كما تشارك المدعوات في أداء الأصوات والأغاني:
يا أمالي الفرح اِدومْ هناكم......ماكم تجونا كيف ما جيناكمْ
هالفرح نرجى فيه ليّا مدة .....مولاه ما نقدر جميلة ارده
جيبي البخور وشعلي كانونكْ....مبروك ما درتي على مضنونكْ

مع انتهاء السهرة يبدأ الإعداد للوليمة الكبرى وليمة العرس،ففي الصباح الباكر يتم ذبح الذبائح المعدة للغرض ويتم تقطيعها في حبور وهمة ورائحة الشواء تنعش الشباب القائمين على هذ العمل، في الصباح يُسلم اللحم للنسوة لفرزه وشكه بخيوط متينة في مجموعات بعد تعطيره بالبهارات ليكون جاهزا للطهي.
الرّحاية
اليوم الثاني من العرس كانوا يسمونه الرّحاية تعتمد الأكلة الرئيسة لهذا اليوم على العصيدة تـُقدم كإفطار للصباح بالسّمن والسّكر أو بزيت الزيتون وفي منتصف النهار تـُقدم العصيدة كأكلة رئيسية بالمرق وتسمى       ( الحريڨة) مادتها الفلفل الأحمر والبصل والثوم واللحم والبطاطا.تقسم النساء إلى مجموعات،حراير مهمتهن إعداد العصيدة ونساء أخريات متمرسات بإعداد الولائم الكبرى يتقدمن لإعداد الوليمة الرّئيسية ونساء المهمات الصعبة موجودات في كل العشائر والعائلات في هذه المدينة والمدن والقرى الأخرى .
الكسوة
عند المساء وبدخول الفرقة لدار العريس تبدأ الايقاعات والرّقص فتشرع أم العريس وأخواته والمقربين منه نشر كسوة العروس على حبل يتوسط المنزل وسط الزغاريد والطلق الناري من طرف الكبار ببنادقهم والصغار بمسدسات بني ،بني،ثم يتحرك المحفل تتقدمه الفرقة في طريقه إلى مقر سكنى العروس،يعتلي صهوة فرس الكسوة طفل يلوح بقطعة من ملابس العروس إلى كل الجهات،وعادة ما يكون المحفل مخفورا بكوكبة من الفرسان،إثر الإنتهاء من ايداع الكسوة إلى أصحابها هناك بعض العائلات تعيد مشاهد الفروسية إلى أن يحين موعد تقديم المأدبة، شوف الوجوه وفرڨ اللحم. أردت ان أدخل للحديث عن الوليمة بهذا المثل لارتباطه بها،قبل بدية إكرام المدعوين، يُفرش المكان المخصص لتقديم الأطعمة بحُصرٍ جديدة وثيرة مصنوعة من الحلفاء أو الصّمار،تغطى بالزرابي وحولها المساند مبثوثة هنا وهناك،وعند تقديم الأطعمة يُغطى الفراش بأردية توضع فوقها قصاع الكسكسي،يشرف على تقديم الأطعمة رجال يتحلون بهمة عالية،أما مهمة توزيع قطع اللحم على المحيطين بالقصاع فهي مُهمة دقيقة يقوم بها رجل سريع البديهة يتحلى بمعرفة المدعويين، يحمل قفة جديدة داخلها قطع اللحم،يتثبت من الوجوه فتتسلل يده داخل القفة ويضع قطعة اللحم وكأنه في حياد تام،لكن الحقيقة غير ذلك...ومن هنا صِيغ المثل القائل "شوف الوجوه وفرڨ اللحم"وفي بعض الأحيان يعبّر البعض عن استيائهم لأن منابه غير مرضي خاصة إذا كان من جلس حذوه تمتع بلحمة عظم ذكر.
 السّهرة وفرقة فرقة الفنون الشعبية
تنفصل كراديس النساء بعيدا عن الرّجال أما الرّجال فيستعدون لتقديم دعمهم لصاحب العرس في شكل سلفة...تتوسط كراديس الرّجال الجالسين على الزرابي والحصر تتوسطهم مائدة مستديرة فوقها كراس وقلم تحت إشراف رجلين من أقارب صاحب العرس واحد مهمته تسجيل الأسماء والمبالغ المعلن عنها عن طريق البرّاح والآخر يرتب المبالغ ويحصيها ثم يقدمها في آخر السّهرة لولي العريس،وكل من يعلن على إسمه البراح تباركه غاريد النسوة، في هذه السهرة عادة ما تكون العروس حاضرة مع الجنادة خاصة إذا كانت قريبة من العريس من العائلة الموسعة إثر الإنتهاء من "الرّمو" تعود العروس إلى بيتهم لتستعد للذهاب إلى الحمام،في الأثناء تقوم سهرة أخرى خاصة بالعراسة فتتغير أغاني الفرقة وتأخذ الإيقاعات شكلا خفيفا يتماشى مع مراسم الحنة في آخر الليل.
الحـــــنـّـة
وسط أصوات الشعراء وزغاريد النسوة،تبدأ حِنـّة العريس،بعد تخضيب طرف بنصر اليد يُشكل وسط الكف بصورة لدجاجة مُحاطة بالفلالس" الكتاكيت" إثر الإنتهاء من تشكيلها تـُلف الكف بقطعة قماش بيضاء وفي الصّباح يتم نزعها وغسل اليد من رواسب الحناء،تتواصل السّهرة فيأتي فصل آخر فرجوي تقدمه العلجية،والعلجية شاب من شباب العراسة يختفي عن الأنظار ويرتدي ملابس إمراة،حرام وحزام وحلي ويغطي وجهه برداء شفاف ثم يخرج ليرقص على ايقاع الطبل والمزمار وفي بعض الأحيان يرقص على نغمات الشبابة،في الأثناء يأتي دور "بو كريبة" وهوشاب آخر يرتدي أطمارا بالية وبرنسا قديما يقدم حركات بهلوانية في شكل  مسرح الميم لاوجود للصوت أو الكلمات أثناء تقديمه لدوره وهو مشهد ضاحك ساخر.


رمضان لطيفي