الشريـــــح


في عادات الكثير من المناطق التونسية  توجد ظاهرة  تعليق " شريح الكرموس " و هو التّين المُجفّف ، بجولة مثلا بمنطقة توجان من ولاية قابس تراءت لنا سلاسل من هذا الشريح مُعلّقة في مداخل المحلاّت التجارية أو السياحية .. كان المنظر جميلا  و لم نفهم ما إن كان لينا للزيّينة أم للأكل و لكنّ صاحب المتجر أقبل علينا مبتسما و نحن نتلمّس الشرائح .. و أكّد لنا أنّ له فوائد جمّة تُفسّر إقبال الناس قديما على تناول هذا الشريح, إضافة إلى أنّها الطريقة المُثلى للتصبير .. تناول صاحب المتجر شيئا منه و استرسل قائلا : " الشريح هذايا ياكلوه ع الفْرَغ الصباح يْقاوم ارتفاع ضغط الدم و يحمي من أمراض القلب  وْ فيه زادة برشا ألياف اتخلّي البشر شبعان لفترة طْويلة  باش اينقّص م الشحم الزّايد عند المرضى بالسمنة ، و يساعد حتى المرضى بالسكر  ، ويقوّي لعظام للذِر الصْغار ويعاون عْلى مشاكل الهضم " ببحثنا عن القيمة الغذائية لهذا " الشريح " إكتشفنا سبب الإقبال عليه بنهم و سبب إرتفاع سعر البيع ، فهو مادة غنيّة بالألياف الغذائية و مواد مُطهّرة و دهون إضافة إلى مواد سُكّرية ففي المائة غرام منه نجد 30 غرام ماء و 249 سعر حراري من الطاقة و أكثر من 3 و نصف غرام  من البروتين  و قرابة العشرة غرامات من الألياف و َ62 ميلّيغرام من الكالسيوم و 2 ميلّيغرام من الحديد و 68 ميلّيغرام من المغنيسيوم  و 67 ميلّيغرام من الفسفور.. و هذا يجعله ضمن الأغذية المُهمّة . و لكن مع هذا ظلّ النظّر إلى الشريح كجانب من التراث الغذائي غير المُستفاد منه بالقدر الكافي.